۴ آذر ۱۴۰۳ |۲۲ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 24, 2024
رهبر انقلاب

وكالة الحوزة - لفت قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ الأمريكيّين لا يعرفون المنطقة ولا شعوبهم وأنّ سياساتهم التي يتّبعونها فيها خاطئة.

وكالة أنباء الحوزة - مع بدء عام 1400 الهجري الشمسي الجديد ألقى الإمام الخامنئي يوم الأحد 21/3/2021 خطاب العام الذي تحدّث فيه سماحته حول انتخابات رئاسة الجمهورية وقضيّة الإنتاج المحلّي، ثمّ لفت إلى أنّ حرب اليمن بدأت في زمن الرئيس الأمريكي الديمقراطي أمريكا وبضوء أخضر منه، ووجّه سماحته السؤال إلى المسؤولين الأمريكيّين إن كانوا مدركين إلى أيّ مستنقع يسوقون السعوديّة بحيث لم تعد قادرة لا على التقدّم ولا على التراجع، ولفت قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ الأمريكيّين لا يعرفون المنطقة ولا شعوبهم وأنّ سياساتهم التي يتّبعونها فيها خاطئة.

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

تقدّم الشعب الإيراني في الاستقلال مقارنة مع بداية القرن

أبارك مجدداً لكل الشعب الإيراني العزيز، وأسأل الله - تعالى - أن يكون عاماً مليئاً بالبركة عليهم جميعاً وأن يُختم بخير. لقد دخلنا عام 11400. عندما ننظر من وجهة النظر العُرفية، هذه [السنة] دخولٌ في قرن جديد. ومع أن الأمر قد لا يكون كذلك من حيث الدقة الحسابية، يقال عرفياً أننا دخلنا قرناً جديداً. إذا أردنا إجراء مقارنة صغيرة وذات مغزى مع دخول البلاد في القرن الماضي - أي 1300 -، كان 21300 بداية الديكتاتورية التابعة للخارج، لرضا خان، التي كانت في الواقع انقلاباً بريطانياً عبر رضا خان وعلى يده، وأيضاً سلطة تبعية ودكتاتورية وبريطانية في البلاد. كان ذلك هو الدخول في قرن 1300. [أما] هذا العام، فهو دخولٌ في 1400، وهو عام الانتخابات، أي الحكم المبني على الاستقلال وأصوات الشعب، والاعتماد على الذات والثقة بالنفس الوطنية. لدخولنا هذا العام إلى هذا القرن اختلاف بهذه الأهمية عن الدخول في 1300 والدخول إلى القرن الرابع عشر. ونأمل، إن شاء الله، أن يوجّه الله شؤوننا كلها إلى الأمام ونحو التقدم بهذه النسبة نفسها.

لقد أعددتُ بعض المواضيع لأتحدّث عنها. أحدها هذا الشِّعار3 نفسه الذي طُرح لهذا العام، وهو في الواقع شعار الإنتاج أيضاً، ولكن بالاعتماد على الدعم الذي يجب القيام به، والدعم الذي يجب تقديمه والموانع التي تجب إزالتها، ثم سأطرح موضوع الانتخابات وأعرض بعض النقاط بشأنها. سأتحدث أيضاً لشعبنا العزيز، باختصار، عن السياسة الخارجية وقضايا هذه الأيام وقضية الاتفاق النووي.

النّقص في تحقّق «الطفرة في الإنتاج» عام 1399 رغم التقدّم في بعض القطاعات

كما قلنا في «نداء النوروز» الهدف الذي كان عام 99 وسُمّيَ «الطفرة في الإنتاج»4 لم يتحقّق بالكامل، ولكن لا ينبغي التغاضي عن العدل والإنصاف، فقد تمّ إحراز تقدّم في الإنتاج في مجالات مهمة. في بعض الحالات، يمكن أن يطلق عليه أيضاً «طفرة»، وفي بعض الحالات، إن لم يكن هناك طفرة في الإنتاج، فهناك بالتأكيد تقدّم فيه.

وصلتني قائمة طويلة نسبياً من السلع التي زدنا الإنتاج فيها – بالطبع، لن أقرأها كلها –: [إنتاج] الأجهزة المنزلية تقدم بصورة أساسية، إطارات السيارات، الألمنيوم، البتروكيماويات، الفولاذ... وما إلى ذلك، هي منتجات تطوّرت وتقدّمت بالفعل عام 99، ويجب أن يستمر ذلك. يجب أن تستمرّ هذه الحركة للإنتاج في البلاد، وإزالة موانع الإنتاج من طريقه.

بعض الموانع في طريق الإنتاج وضرورة إزالتها

الآن، حول موانع الإنتاج، سأذكر حالتين أو ثلاثاً على سبيل المثال - ربما قلت ذلك من قبل في النّداء، وسأقوله الآن أيضاً –، ولنفترض مثلاً أن الاستيراد المُفرط وغير الضروري، أو تهريب البضائع، أو الضوابط غير الضرورية والمقيِّدة، أو غياب البنوك والنظام المصرفي عن المساعدة في الإنتاج، هي بعض الحالات.

لكن موانع الإنتاج ليست هذه فقط، فلقد تلقيت تقريراً شُرحت فيه موانع الإنتاج بالتفصيل، وأعتقد أنه من الجيد تقديم مثل هذا التقرير إلى الناس عبر الإذاعة والتلفزيون على يد الأشخاص الذين هم على دراية بهذه القضايا، حتى يعرف الناس أن إزالة بعض الموانع تقع على عاتقهم أنفسهم، وبعضها على عاتق أجهزة حكومية أو على عاتق الأجهزة الحكومية كافة، سواء القوة التنفيذية أو سائر القوى. على أي حال، موانع الإنتاج كثيرة وتجب إزالتها من طريقه.

بعض الحلول لدعم الإنتاج

أحدها هو تقديم الدّعم. مثل الحوافز القانونية أو المساعدة بالواردات التي يتوقف الإنتاج عليها. يحتاج بعض إنتاجنا إلى موادّ خامّ يجب أن تأتي من الخارج، أو مثلاً بعض الآلات وما شابه. ينبغي مساعدة هؤلاء وتسهيل أمورهم. إحدى المساعدات الرئيسية للإنتاج هي زيادة القدرة الشرائية للناس، وإلّا إذا تمّ الإنتاج ولم يكن هناك طلب شعبي، سيخفق الإنتاج، [أي تعزيز] القدرة الشرائية للناس، وهي نفسها قضية قيمة العملة الوطنية، وهذه نقطة مهمة للغاية يجب أن يناقشها الخبراء في مكانها. أو على سبيل المثال المساعدة في كفّ يد الوسطاء. الوسطاء يرفعون الأسعار؛ المُنتِج يتضرر، والمستهلك يتضرّر أيضاً. كلاهما يتضرّر. إذا كُفّت يد الوسطاء غير الضروريين، سيكون هناك الكثير من المساعدة للإنتاج، ومثل ذلك بالتأكيد إذا تمت متابعة هذا العمل بجدية هذا العام، أي 1400. يقيناً سينتج من ذلك تحوّل في الاقتصاد.

مكافحة الفساد وبعض الحلول لذلك

بالطبع هناك ظروف أخرى لا بد من مراعاتها، مثل محاربة الفساد. إنّ محاربة الفساد مسألة بالغة الأهمية. يجب إغلاق قنوات الفساد ومجاريه، ما يعني في الواقع إصلاح النظام المصرفي والجمارك وأمثال ذلك، الأمر الذي يجب أن يغلق الباب أمام الفساد كلياً.

إدارة قويّة ومكافِحة للفساد ووجود قدرات كثيرة هي شرط لازدهار الاقتصاد الإيراني

ما ينبغي أن أقوله هنا لشعبنا العزيز هو أنه بسبب الاضطرابات في وضع الاقتصاد ومعيشة الناس، يجد بعض الناس فرصة لنسج السلبيّات وتلاوة آية اليأس: «يا رجل! لا يوجد أي جدوى، لا يمكن فعل شيء». بعضهم هكذا سواء في الفضاء المجازي، أو بعض مطبوعاتنا، وللأسف، في الدعاية الأجنبية بشكل أساسي، نظراً إلى وجود مشكلات على أرض الواقع أمام الناس، يستخدمون ذلك كوسيلة لإظهار الطريق مسدوداً والقول إنه لا يمكن فعل أي شيء.

كلّا، أنا أقول، الأمر ليس كذلك إطلاقاً. يمكن أن يكون اقتصادنا بقدراته وإمكاناته الداخلية من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في المنطقة، ويمكن أن يكون حتى من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم. لدينا قدرات كثيرة، وإمكانات كثيرة، واستخدامها لا يتطلب أيّ معجزة، فهذه قضايا يمكن للمسؤولين والمديرين المعنيين والجادّين، أصحاب الحسّ بالمسؤولية وأصحاب الهمّة العالية، يمكنهم حلّها. الشرط هو أن تكون هناك إدارة قوية، وأن تحكم البلادَ إدارةٌ مكافِحة للفساد، وأن تكون هناك خطة اقتصادية شاملة. إذا كان الأمر كذلك، يمكن استخدام هذه الإمكانات الموجودة حالياً.

الآن، خبراء «البنك الدولي» يقولون - هذا ليس قولنا بل وفقاً لاقتصاديين مشهورين بل من الدرجة الأولى عالمياً وهم خبراء في «البنك الدولي» – إنّ الاقتصاد الإيراني يحتل المرتبة الـ18 بين الاقتصادات الكبرى في العالم، أي نحنُ، من بين مئتين ونيف، نحن الاقتصاد الثامن عشر في العالم. [ذلك] رغم الحظر ومشكلات كثيرة. هم يقولون إنه إذا تمّ استخدام الإمكانات غير المستفاد منها - سأشير إلى بعضها الآن -، سوف يرتفع الاقتصاد الإيراني ستّ مراتب ليصل إلى المركز الثاني عشر. هذا مهم جداً. بعدد سكانٍ من ثمانين مليون نسمة، ورغم المشكلات التي يفرضها علينا الآخرون - الحظر وما شابه - البلد حيّ، بحمد الله، واقف على رجليه، وهو الاقتصاد الثامن عشر في العالم. هذا ليس أمراً صغيراً، [بل] يجب أن يُؤخذ بالاعتبار.

1- الإمكانات الوطنيّة

لكن الآن، الإمكانات الموجودة في تقرير «البنك الدولي» هذا وما يقولونه هما نوعان: الأول الإمكانات الوطنية، والآخر البشرية. المقدّرات الوطنية: [مثلاً] مساحة البلد، وإمكانية وصوله إلى المياه المفتوحة - نحن جيران لبحر عمان والمحيط الهندي ولدينا إمكانية الوصول إلى المياه المفتوحة -، عدد البلدان المجاورة - لدينا أربعة عشر أو خمسة عشر من البلدان المجاورة بعدد سكان يزيد عن ستمئة مليون وهذه فرصة وقابليّة مهمة للغاية -، طريق «الترانزيت» والنقل إلى الشرق والغرب والشمال والجنوب، فموقع بلدنا لديه هكذا ميزات، و[لديه] القابلية. بالطبع، نعم، ينشط الأعداء في منعنا من استخدام هذه الإمكانات، لكن بالأنشطة الجيدة، والجهد المضاعف، يمكن استخدامها. هذه هي المقدّرات الوطنية.

2- القابليّات البشريّة

قابليّات الطاقة البشرية هي السكان الّذين هم في سنّ العمل. انظروا! ببركة ازدياد الجيل في الستينيات [بالتاريخ الهجري الشمسي، الثمانينيات بالميلادي]، كان يعلو صوت بعضهم ويصرخون: لماذا نزيد الجيل بإفراط! اليوم هؤلاء هم الشباب الذين دخلوا سوق العمل، أي أن البلد بلد فتيّ، وهناك كثير من القوى العاملة التي يمكن أن تدخل سوق العمل، و[يجب] أن نكون قادرين على تفعيل القوى التي هي بسنّ العمل ولديها المؤهّلات العلمية. هذا النطاق المذهل من تعليمنا الجامعي، مع كثير من الطلاب والخريجين لدينا، جعل غالبية جيلنا الشاب متخرجاً ومتعلماً وقادراً على العمل. هذا ما يقوله تقرير «البنك الدولي» الآن، لكن هناك قابليات مهمة أخرى غير هذه، سأشير إلى بعضها.

3- قابليّة السّوق المحليّة والاستثمارات الطبيعيّة

أحدها هو قابليّة السوق المحلية، أي هناك سوق [بحجم] ثمانين مليوناً في تصرّف المنتِج الإيراني، أي كل منتِج هو أيضاً مستهلك، وفي المجموع هناك سوق [بحجم] ثمانين مليوناً في بلد كبير في تصرف المنتِج الإيراني، وهذه فرصة مهمة بحد ذاتها. القابلية المهمة الأخرى هي الموارد الطبيعية التي نستفيد اليوم من بعضها - ليس كّلها - لكن بشكلها الخام - كثير منها بشكل خام – مثل النفط، مثل الغاز، اللذين يستهلكان بشكل خام، فيما تمكن الاستفادة من هذه الموارد بطرق أفضل وخلق قيمة مضافة بها... أو الأراضي الزراعية أو المراعي أو الغابات، وهي ثروات ضخمة في تصرف الشعب الإيراني. لدينا مراتب عالية في العالم بشأن المعادن تحت الأرض مثل النفط والغاز، مثل الزنك والنحاس وخام الحديد وما شابه... من المرتبة الأولى والثانية إلى التاسعة. لدينا هذه الموارد الطبيعية الهائلة. حسناً، هذه القابلية مهمة جداً. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء بنى تحتية مهمة في الأعوام الثلاثين الماضية ولم تكن موجودة في البلاد: السدود ومحطات الطاقة وسكك النقل الحديدية وطرق النقل البري وكثير من هذا القبيل. لقد تمّ إنشاء كثير من البنى التحتية.

حسناً، بلد بهذه الخصائص، بكل هذه القابليات، إذا كان لديه تخطيط اقتصادي سليم وإدارة قوية، هذه الإدارة - سأذكرها لاحقاً في موضوع الانتخابات - يجب أن تكون بالطبع قوية وقادرة على حل القضايا، ويجب أن تكون شعبية وأن تكون ضد الفساد، يمكن أن يتحوّل إلى دولة متقدمة اقتصادياً ولن يؤثر فيها أيّ نوع من أدوات الحظر. ليس [القصد] أن يُرفع الحظر، فإنْ رُفع، فها هو رُفع، وإن لا، فلا. عندما يكون هناك اقتصاد مزدهر أساساً، سوف يشعر الآخرون بالحاجة إلينا، ولن يبقى للحظر معنى.

ضرورة المشاركة والتّعاطف من النّاس لحلّ المشكلات

هناك نقطة أخرى حول اقتصاد البلاد من الجيد توضيحها هي أن حل المشكلات يتطلب دعم الناس وتعاطفهم. في كل عمل يدخله الناس، يحدث فيه انفراج بالتأكيد، ولقد سار الأمر كذلك حتى الآن في كل الأمور التي تمكن الناس من دخولها؛ حدث فيها انفراج.

أريد أن أقول إنه في قضية الاستثمار والاستثمار من أجل الإنتاج يمكن للناس أنفسهم أن يؤدوا دوراً، سواء أولئك الذين لديهم رأس المال وينفقونه مثلاً في بعض التجارة والأعمال الربحية غير الضروريتين، فيمكنهم استخدامه في سبيل الإنتاج، أو أولئك الذين يريدون مساعدة الآخرين. مثل هذه المساعدة المؤمِنة التي حدثت في قضية كورونا، والتي دخل فيها الناس جميعاً، [أيضاً] يمكن في قضية الإنتاج للأشخاص المتمكّنين خلق فرصة عمل لشخص واحد، شخصين، عشرة... والمساعدة في تشغيلهم.

دخول المؤسّسات الثّوريّة والجمعيّات الخيريّة الشّعبيّة وتخطيطها للمساعدة في الإنتاج

بالطبع هذا [العمل] يتطلّب تنظيماً شعبياً. هناك كثيرون ممن يريدون المساعدة ولا يعرفون كيف يمكن أن يساعدوا. على الجمعيات الخيرية الشعبية، والمؤسسات الثورية، وأمناء المساجد، ممن ينشطون في هذا المجال، كما الحال في بعض الأماكن الأخرى، أن يخططوا لها حتى يعرف الجميع كيفية مساعدة البلاد باستثمارات صغيرة، أي لا ينبغي أن يعتقد الجميع أنه يجب أن يكون لديهم مليارات من رؤوس الأموال حتى يتمكنوا من دخول الإنتاج. لا! حتى الاستثمارات الصغيرة يمكن أن تساعد في بعض الأحيان في إنتاج البلاد. وفي بعض الأحيان، مثلاً، يمكن إحياء الأسرة الريفية بعدد قليل من رؤوس الماشية، وإحياؤها وتحقيق اكتفائها الذاتي. لنفترض عائلة مدنية مثلاً، أساساً يمكن جعلها مكتفية ذاتياً بماكينة الحياكة أو الخياطة أو ما شابه. هناك كثير من هذه الأعمال التي يمكن فعلها والتي تساعد الناس وتحارب الفقر، وكذلك تساعد في الإنتاج.

الحصار الاقتصاديّ والحظر جريمةٌ كبرى

في هذه المناسبة، أودّ أن أقول بضع كلمات عن الحظر - بالطبع سأعود لاحقاً وأشرح أكثر -، هنا حول قضية الاقتصاد. أولاً الحصار الاقتصادي والحظر اللذان تفرضانهما أمريكا علينا وعلى بعض الدول الأخرى يعدّان من الجرائم الكبرى للدول. لا ينبغي النظر إلى الحظر على أنه عمل سياسي أو دبلوماسي؛ هذه جريمة حقاً. أن تفرض حظراً على شعب فلا يستطيع استيراد الأدوية والمعدات الطبية والاحتياجات الغذائية - الحمد لله، نحن «نستطيع أن نخرج بِساطنا من الماء»5، ولقد فعلنا ذلك، لكن هناك بعض الدول لا تستطيع - هذه جريمة كبرى حقاً، وهذه الجريمة يمكن أن تفعلها دولة مثل أمريكا التي تستطيع أن تقتل 220 ألف شخص في يوم واحد.6 هذه الجريمة ارتكبتها بعض القوى بما في ذلك أمريكا. اعلموا أن الحظر والحصار الاقتصادي هو بالتأكيد جريمة كبرى. هذا الموضوع الأول.

من فوائد الحظر إنشاءُ التّكنولوجيا المحليّة

على هذا الأساس، كان للحظر المفروض على بلدنا، بلدنا الذي ارتكبت هذه الجريمة بحقه، منافع أيضاً، فقد استطاع تحويل هذا التهديد إلى فرصة، وبذل شبابنا المثابرون الهمّة في بعض القطاعات التي كانت فيها البضائع تعتمد على الخارج كلياً، وجعلوا البلاد غير محتاجة إلى الخارج، وأنتجوها في الداخل، أي المنتجات المحلية. هذا أيضاً غير قضية الطفرة في الإنتاج، هذا هو ابتكار التكنولوجيا داخل البلد. وهو في الواقع إقدامٌ على فعل شيء جديد داخل البلد، وتشاهدون أحياناً تقارير على التلفاز تقول إننا فعلنا ذلك الشيء. إنهم يصنعون منتجات تجعل البلاد غير محتاجة إلى الخارج، بل منتَجَهم أجود من نظيره الأجنبي وأرخص أيضاً، ثم إنه من صنع شبابنا، فيمكن للمرء أن يستهلكه برغبة. وقطعوا هذا الاعتماد على الخارج في بعض القطاعات. صار هذا درساً لنا. تشاهدون الآن في بعض البرامج التلفزيونية أن شاباً يأتي ويقول إنني، أو نحن القلّة، أدّينا هذا العمل أو بادرنا إلى ذاك الأمر. حقاً لقد صار درساً لنا.

الطّرق لمواجهة الحظر:

1) الالتماس من فارض الحظر 2) تفعيل الطّاقات والإنتاج في الداخل

في مواجهة الحظر، يمكننا أن نسير في اتجاهين: الأول الذهاب إلى فارض الحظر ونرجوه ونقول: «يا سيد، أنتم فرضتم علينا حظراً، نرجو منكم الآن مثلاً تقليل هذا الحظر أو رفعه»، فيقول: «حسناً، لا مشكلة لدي، افعلوا هذه الأشياء - يضع بعض المطالب الاستكبارية على الطاولة، ويقول افعلوا هذه الأشياء - ثم أخفّض الحظر بمقدار ما». هذا أحد الطرق، وفي الحقيقة هو طريق الذلة، طريق الانحطاط، طريق التخلّف. أما الطريق الآخر، فهو تفعيل طاقتنا الداخلية. لدينا قدرات جيدة، فلنفعّل هذه الطاقات وننتج في الداخل السلعَ الخاضعة للحظر. عندما يرى الطرف المقابل إنتاج هذا المنتج في الداخل، سوف يركض إلينا من تلقاء نفسه، لأنهم أنفسهم يستفيدون من هذه التجارة في السلع ومن أسواق الدول – هذا أحد الأرباح الرئيسية للدول - ولذلك يُرفع الحظر أو يُلغى أو يصير بلا تأثير.

اختيار شعبنا الطّريقَ الثّاني وتحقيق نجاحات كبيرة فيه

لقد اختار شعبنا الطريق الثاني. وهو كذلك حقاً. أرى أن شعبنا العزيز اختار هذا المسار الثاني وكسب نجاحات كبيرة آخرها هذا النجاح في قضية «كورونا». في بداية «كورونا»، إذا كنتم تتذكرون، لم يكن لدينا حتى الكمامة. لم يكن هناك إمكانات بالقدر الكافي في البلاد حتى يرتدي الناس الكمامات، أو مواد التعقيم هذه لم تكن متوفرة. لقد اجتهدوا في الداخل، وصرنا مكتفين ذاتياً في الكمامات. الآخرون كانوا [يسرقون] الكمامات - هذا مرتبط بمارس/آذار السابق، 2019 – حين اشترت الكمامات دولةٌ أوروبية من الصين، وجاءت دولة أوروبية أخرى وذهبت وسرقتها وسط الطريق وأخذتها! لقد كانت مشكلة الكمامات في العالم هكذا. نحن [أنتجنا] بأنفسنا، شبابنا وشعبنا أنتجوا الكمامات ومواد التعقيم في المنازل والمساجد. لقد كان حقاً مظهراً كاملاً لوقف الاعتماد على الخارج. وهكذا واصلنا حتى توصّلنا إلى اللقاح، إذ إنه اليوم وصل عبر طرق مختلفة إلى مسار الإنتاج والاختبار بحمد الله. هذا مصدر فخر للبلاد. حتى بعض المحللين الأجانب، وهم من المنصفين، يثنون على بلدنا. لقد جرّب شعب إيران هذا الطريق وسيواصل فيه، إن شاء الله.

تحويل الحظر إلى فرصة بالاعتماد على القدرة والقوّة الدّاخليّة الشّابة

الآلاف من الشباب في الشركات القائمة على المعرفة وغير القائمة عليها، والشركات الناشطة في الإنتاج، ينتجون سلعاً خاضعة للحظر، ذات جودة أفضل وأرخص، كما قلنا. الشيء نفسه ينطبق على العلوم الأخرى. هذا يعني حقاً أنه مهما تحدثنا عن مواهب الشباب، فإنه ليس بكثير، بل ما قلناه قليل.

في مجال العلوم الحديثة، مثل علم النانو، نحن بين أعلى الدول في العالم اليوم في مجال تكنولوجيا النانو وإنتاج النانو. ولجهة المقالات العلمية والمرجعية، تقول مراكز العلوم العالمية خلال الأعوام العشرين الماضية - لأن علم النانو حديث – إنه مثلاً كان لإيران في 2001 عشر مقالات عن النانو، ثم في 2020 اثنا عشر ألف مقالة، أي في غضون عشرين عاماً، وصلنا من عشرة مقالات علمية عن النانو إلى اثني عشر ألفاً. مثل هذه الأعمال تحدث، بحمد الله، في البلاد. هذه مهمة. في المجالات الدفاعية، حين ترون، في القطاعات الدفاعية، صار تقدم البلاد أكثر بروزاً وتألقاً يوماً بعد يوم. ووفق وصف بعضهم إنها تصير أكثر إدهاشاً، فهذه المنتجات الدفاعية للبلاد تزيد مُعامِل الأمن الخارجي للبلاد. وهذا مهم جداً للبلاد. أي «حصون الرعية»7. في الواقع، إنها حصن وسياج لأمن البلاد. في المحصّلة، إن تهديد الحظر، الذي هو تهديد وجريمة حقيقية، يمكن تحويله إلى فرصة بهذه الطريقة، أي بالاعتماد على قدراتنا وطاقاتنا الداخلية.

رفضُ التّعطيل لاقتصاد البلاد على أمل أن يُرفع الحظر

النقطة الأخيرة بشأن القضايا الاقتصادية هي توصيتنا الأكيدة لمسؤولي بلدنا الأعزاء - سواء المسؤولين في مناصبهم الآن أو أولئك الذين سيأتون لاحقاً – بشأن ربط اقتصاد البلاد برفع الحظر. بالطبع، سيُطرح نقاش اقتصادي في هذه الحملات الانتخابية أيضاً. لا تجعلوا اقتصاد البلاد متأخراً ومعلقاً في الهواء بانتظار قرار الآخرين: [إذا] رُفع الحظر، سنفعل هذا العمل وذاك! افترضوا أن الحظر سيبقى؛ خططوا لاقتصاد البلاد على أساس بقائه. يمكن التخطيط لذلك، ولا ينبغي أن تبقوا متأملين.

من مشكلات اقتصادنا في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية أننا كنا نقول مراراً إنه إنْ رُفع الحظر مثلاً، فلنفترض أنّ [ذلك الأمر] يصير هكذا، أي الحظر [إنْ] تمّ رفعه، فسيصير [الوضع] كذلك، الاستثمار الأجنبي [إنْ] يأتي، تصير [الحال] هكذا. هذه «إنْ... إنْ...» تُبقي الاقتصاد معطلاً ومشوشاً، فيما لا ينبغي أن يكون هناك حيرة في الاقتصاد، فهذا ضرر كبير. وفي ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالاقتصاد وشعار هذا العام، يجب أن يسعى الجميع، إن شاء الله، إلى إزالة هذه الموانع [للإنتاج]، وإلى الدعم.

أهمّيّة الانتخابات

أما عن الانتخابات الرئاسية والمجالس المدنية التي سنُقبل عليها في يونيو/حزيران، ما يعني أن هذا سيحدث بعد ثلاثة أشهر تقريباً، وهو مهم جدّاً جدّاً، فينبغي أن أقول بعض الأشياء. الموضوع الأول هو أهمية الانتخابات. الانتخابات في البلاد لها أهمية، من الناحية الداخلية والخارجية أيضاً.

دخول أشخاص بنفسٍ جديد، وتحديث الإدارة التنفيذيّة للبلاد، هما الناحية الدّاخليّة للانتخابات

من الناحية الداخلية الانتخابات هي في الواقع تجديدٌ في البلاد. عندما تُجرى الانتخابات، أي أن شخصاً بنفس جديد يدخل إلى الميدان، ويدخل العمل، ويجري تحديث في الجهاز التنفيذي للبلاد، هذا أمر مهم للغاية، كأنه سيُعطى نفس جديد للجهاز التنفيذي. بالطبع، عمل الجهاز التنفيذي ثقيل جداً وسأشير إليه لاحقاً، ونقول إن شاء الله. بناء على ذلك ستأتي مجموعة بنفس جديد ومليئة بالحماسة، وهذا أمر مبارك جداً وجيد للبلاد.

الاقتدار الوطنيّ: النّاحية الخارجيّة للانتخابات

من الناحية الخارجية، الانتخاباتُ وحضور الشعب ومشاركة الناس دلالة على الاقتدار الوطني. علينا أن نعلم جميعاً ونعترف بأن – نعم - القدرات الدفاعية والقدرات الدبلوماسية وما شابه ذلك تمنح الدولة الاقتدار، ولا شك في ذلك، لكن الأهم من ذلك كلّه شعب البلد، فالناس هم الذين يمنحون الاقتدار. عندما يشعر الجميع في العالم - العدو والصديق - أن هذا الشعب متيقّظ، مستيقظ، [يقف] على قدميه، عازم، مُتحمّس، يَجد هذا البلد اقتداراً وهيبةً في أعين الجميع، سواءً العدو أو الصديق. لذلك إن حضور الشعب سيؤدي إلى اقتدار البلاد. والانتخابات مَظْهر لحضور الشعب. الاجتماعات الثورية مظهر لحضور الشعب والأهم من ذلك كلّه الانتخابات طبعاً.

حضور الشّعب ومشاركته عامل مؤثّر في الاقتدار والقوّة الوطنيّة

حسناً، لقد تحدّثت مرات8 عدّة عن «إيران القوية». هذا يعني أننا يجب أن نحاول تقوية البلاد. حسناً، البلد والشعب الذي يرى عداوات الأعداء والطامعين والمستكبرين، السبيل له والعلاج هو تقوية نفسه. هذه القوة للبلاد و«إيران القوية» شعار علني يقبله الجميع. حتى ذلك الشخص الذي لا يقبلني يقبل شعار «إيران القوية». بالتأكيد إيران القوية أفضل من إيران الضعيفة والعاجزة والهزيلة. إيران القوية، إيران العزيزة والشريفة. حسناً، من الذي يُعطي لإيران هذه القوة؟ كما قلنا، الشعب. إن الشعب هو الذي يُعطي هذه القوة للبلد، وحضور الشعب ومشاركته - أصل مشاركتهم وحجمها - لها بالتأكيد تأثير في هذه القوّة الوطنية.

محاولة الأعداء ثني النّاس عن المشاركة في الانتخابات

اسمحوا لي أن أقول هذا - هذه معلوماتنا –: فليعلم شعبنا العزيز أن أجهزة التجسس والمخابرات في بعض البلدان، والأسوأ من ذلك كله أمريكا، وكذلك الكيان الصهيوني، يحاولون منذ زمن وليس اليوم أن تكون انتخابات منتصف يونيو/حزيران9 باهتة. إمّا يتّهمون المُنَظّمين [ويقولون] «انتخابات مُهندسة» - في الواقع هم يتّهمون منظمي الانتخابات أو «مجلس صيانة الدستور» الموقّر - وإمّا يثبطون عزيمة الناس [قائلين]: «صوتك ليس له أي تأثير، ليس له تأثير في تحسين الوضع، لماذا تُتعب نفسك عبثاً!» إنهم يفعلون هذه الأشياء بصورة مكثّفة للغاية.

العدوّ يستفيد من الفضاء المجازيّ للتّآمر على الشّعب، ومن إهمال السّلطات المعنيّة

هم يحققون أقصى استفادة من الفضاء المجازي. حسناً، لسوء الحظ، في الفضاء المجازي لبلدنا أيضاً، لم يتم إجراء الملاحظات اللازمة رغم كل التأكيد الذي أبديته، وبصورة ما، الأمر متروك حقاً [دون رقابة]، ولذلك يجب أن يتنبّه المسؤولون. تُدير جميع دول العالم فضاءها المجازي، [في حين] أننا فخورون بأننا لا نهتم بالفضاء المجازي! هذا ليس مدعاة فخر. هذا ليس مدعاة فخر إطلاقاً. لا بدّ من إدارة الفضاء المجازي. على الناس أن ينتهزوا هذه الفرصة، فهي بلا شك وسيلة حريّة للشعب، وجيّدة جداً، لكن لا ينبغي وضع هذه الوسيلة بين يدي العدو، ما يسمح له بالتآمر على البلاد والشعب. إنهم يستخدمون هذه المساحة وهدفهم تقليل مشاركة الناس في الانتخابات بالأساليب النفسية. آمل أن يجيبهم الناس بالرفض، إن شاء الله، ويفعلوا ما يزرع اليأس في نفوس العدو، وألّا يبقى هذا [الأمر] المهم بعيداً. هذا الموضوع الأوّل: أهميّة الانتخابات.

رئاسة الجمهوريّة الإدارة الأكثر مسؤوليّة في البلاد

المسألة الثانية هي أهمية الرئاسة. الرئاسة موضوع مهم جدّاً. أي الإدارةُ الأهم والأكثر فعّالية في البلاد هي رئاسة الجمهورية. حقيقة أن بعض الناس يقولون الآن إنّ الرئيس ليس لديه سلطة، وإن [دوره] خدميّ-لوجستي، وإنّ لديه سلطة باثني عشر بالمئة أو خمسة عشر بالمئة، لا أعرف كيف يحسبونها! منذ سنوات وإلى الآن، تُطرح هذه العبارات في بعض الأحيان. كلها غير صحيحة، إما ما يُقال من باب اللّامسؤولية، أو بسبب الجهل، أو، لا قدر الله، هناك غاية ما في الأمر. الأمر ليس كذلك. رئاسة الجمهوريّة تُعدّ من أكثر الأجهزة انشغالاً ومسؤوليةً. أي لا يمكن للمرء أن يقول: «واحد من...»، فالرئيس هو الأكثر انشغالاً ومسؤوليةً بين جميع الإدارات في البلاد. تقريباً جميع مراكز الإدارة في البلاد بيد الرئيس. أي، لنفترض أن الجهاز القضائي أو العسكري لديه إدارات. هذه أعلى بقليل من الصفر أو بنسبة مئوية قليلة أمام إدارات القوة التنفيذية. غالبية الإدارات في البلاد تقريباً، التي يناهز عددها الآلاف، بيد رئيس القوّة التنفيذية. موازنة الدولة المُقرّة كافة بيد رئيس الجمهورية، لأن رئيس «منظمة التخطيط والميزانية» هو معاون الرئيس ويتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية. المرافق الحكومية في البلاد كذلك أيضاً، وفي غالبية الأحيان تحت تصرف رئيس الجمهورية. لذلك، في الحقيقة، لا تُعدّ الإدارات الأخرى شيئاً أمام السلطة التنفيذية. لرئاسة الجمهوريّة مثل هذه المكانة المهمّة. الآن تريدون انتخاب رئيس للجمهوريّة، انظروا إلى المسؤولية المُلقاة على عاتقي وعاتقك حيث يجب أن نُدلي بصوتنا. بالطّبع، إنّ صوتي الانتخابي يوازي صوت فتى يبلغ ستة عشر أو سبعة عشر عاماً، لا أكثر أو أقل. نريد أن نذهب ونصوّت لانتخاب رئيس للجمهوريّة. فلنلتفت إلى المسؤولية المُلقاة على كاهل الرئيس. هذه ملاحظة أيضاً.

التفات المرشّحين إلى عبء المسؤوليّة، والتّعرف إلى المشكلات وحلولها

في النقطة الثالثة، أُريد أن أعرض أمراً على المُرشحين. إلى أولئك الذين يترشحون للرئاسة - لقد بدأ [الترشح]، منذ مدّة ويُعلن الأفراد تباعاً رغبتهم في المشاركة -، أريد أن أخبرهم أننا نتوقع منكم معرفة ثقل العمل. أنت الذي تطوعت، فلتعرف ما الذي تريد أن تحمله على كاهلك، وما العبء الثقيل الذي تريد تحمله. اعرف هذا. إذا رأيت أنه يمكنك ذلك، حسناً ادخل الحملة الانتخابيّة. لكن لا ينبغي أن يكون الأمر على النحو الذي لا تعرف فيه ثقل العمل. أوّلاً تعرّف إلى المشكلات والقضايا الرئيسية للبلد. قضايا البلاد ليست قضية أو اثنتين. هناك المئات من القضايا، وبين هذه المئات عشرات القضايا الأساسية والمُهمّة في البلاد على أقلّ تقدير. تعرّف إليها، واعرف أين تكمن مشكلة البلد وما قضاياه، وليكن لديك خطّة وحلّ لمعالجة تلك المشكلات، ولو بإيجاز، الآن لا نقول بالتفصيل. ليكن لديك حلّ حتى لو إجمالاً. تعرّف إلى مسألة الاقتصاد. الاقتصاد مهم، قضية الاقتصاد نفسها تتضمّن أعمالاً مهمّة: نمو الإنتاج الوطني، نمو الاستثمار القومي، تقوية العملة الوطنية، مشكلة التضخم... وأمثال ذلك تحت العنوان الاقتصادي. أيضاً قضية الأمن القومي، وهي مهمّة للغاية. موضوع الأضرار الاجتماعيّة التي تعدّ من القضايا المهمّة في البلاد. مواجهة السياسات المعقدة للعالم. إنك تريد مواجهة هذه السياسات... قضية السياسة الخارجية. [أيضاً] قضية الثقافة المهمة جدّاً. أنت بحاجة إلى معرفة ما يجري في البلاد وما هو متوقع وما يجب عمله. تعرف إليها. إذا رأيت أنك تستطيع تحمل هذا العبء الثقيل والمهم، باسم الله، فادخل. إذا رأيت أنّه لا يمكنك ذلك، لا تدخل، ففي الرواية أنّ شخصاً إن دخل عملاً لا يمكنه أداؤه، فقد وُعد بوعد سيّئ للغاية، ولن أقول الآن ما هذا الوعد. إذن، هذه نقطة ذات صلة بالمرشّحين.

الكفاءة والإيمان والعدالة والإيمان بالقدرات الداخليّة والشّباب هي سمات الرّئيس المرغوب

هناك نقطة أخرى موجّهة إلى الناس هي مواصفات الرئيس الذي يبدو أنّه المطلوب إذ يجب أن يتمتّع بهذه المواصفات. أقول لكم: انظروا! هل هو بالفعل كذلك أم لا. يعني هذا ليس رأيي الشخصي. يبدو أن كل من يسعى إلى ازدهار البلاد يريد رئيساً كهذا. أولاً أن يكون ذا كفاءة، وأن يمتلك [أهلية] الإدارة والكفاءة الإداريّة. ثانياً أن يكون مؤمناً. إذا كان غير مؤمن، لا يمكن الوثوق به. الشخص عديم الإيمان يبيع الوطن ومصالح الوطن والناس في حين ما. لذا، أن يكون مؤمناً. أيضاً يُطالب بالعدالة، ويكافح الفساد. هذه من أهم المواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس من أجل تحقيق العدالة بالمعنى الحقيقي للكلمة ومحاربة الفساد بالمعنى الحقيقي للكلمة. [أيضاً] لديه أداء ثوري وجهادي. أي لا يمكن ذلك بالثياب المكوية. إنّ الحركة الجهادية والثورية ضرورية [لمواجهة] هذه القضايا الأساسية كلها في البلاد. يجب أن يكون الأداء هكذا.

كذلك أن يكون مؤمناً بالقدرات الداخلية. هناك من لا يقبل الداخل إطلاقاً. يردّدون القول القديم نفسه الذي يقول إنّ في الداخل يمكن [صنع] إبريق الفخار فقط. إنهم لا يعرفون ما يجري في الداخل. ذات مرة، عندما قال أحد السادة شيئاً عن موضوع الدفاع، قلت10: أجروا جولة دفاعية حتى يتمكن السادة من القدوم ورؤية ما يحدث في البلاد من الناحية الدفاعيّة. أن يطمئنوا حقاً إلى قدرات البلد ويؤمنوا بقدراتها. أن يكون مؤمناً بالشباب، قانعاً بهم، مُقرّاً بالشباب كقوة دافعة للحركة العامة للبلاد، ويثق بهم. لقد كنت على اتصال بالشباب مدة طويلة وقد وثقت بهم في قضايا مختلفة لسنوات عدة. حقّاً في أي مكان يأتي فيه الشباب - لا أريد تسمية عناوين وأشياء من هذا القبيل الآن – يعمدون إلى تكفيك العُقد الصعبة ويعالجون المشكلات. [أن يكون] الرئيس نفسه مؤمناً بالشباب، أن يكون شعبياً، أن يكون متفائلاً، لا أن يكون يائساً ومتشائماً وصاحب نظرة مريرة ومظلمة إلى المستقبل.

إذا كان هناك مثل هذا الشخص الذي يمكنه إدارة المشكلات وأداء العمل، من المؤكد أنه سيصل بهذا البلد إلى النقطة المطلوبة. ابحثوا عن رئيس بهذه المواصفات. بالطبع، ليس من السهل على جميع الناس العثور عليه. حسناً يمكنهم أن يُراجعوا بعض الأشخاص ويسـألوهم. على أي حال، حاول أن تجد مثل هذه المواصفات في المرشح الرئاسي. نسأل الله أن يوفق الشعب الإيراني ويرشده حتى يجد مثل هذا الشخص بهذه الصفات ويختاروه، إن شاء الله.

الانتخابات رمزُ الوحدة الوطنيّة

بالنسبة إلى الانتخابات النقطةُ الأخيرة أن يجعل شعبنا العزيز من الانتخابات رمزاً للوحدة الوطنية، لا أن تكون رمزاً للانقسام والفرقة وللقطبية الثنائية. فليضعوا هذه التقسيمات الباطلة، «يسار» و«يمين» ونحوها، جانباً. المهم هو مستقبل البلاد، المهم هو مستقبل جيلنا، المهم هو النظام الإسلامي العزيز في البلاد. هذا أمر مهم ويجب أخذه بالاعتبار وأن يكونوا إلى جانب بعضهم بعضاً بكلّ ما للكلمة من معنى. بالطبع الأذواق مختلفة. هناك اختلاف في الذوق، واختلاف في الرؤية السياسية، وفي الأعراق، وفي الأديان لا مشكلة في ذلك؛ لقد كان هذا من قبل، وهو الآن قائم، وسيكون لاحقاً. لا حرج في ذلك [لكن] يجب ألّا يزعزعوا الوحدة الوطنية، أي لا يضعوا الناس مقابل بعضهم بعضاً. يجب ألّا يجعلوا البلاد قطبية ثنائية. حسناً، هذا أيضاً في ما يتعلق بالانتخابات.

إخفاق «الضّغوط القصوى» الأمريكيّة على إيران

الموضوع الأخير هو القضايا المتعلقة بالاتفاق النووي والقضايا الإقليمية. سوف أتحدّث بجملة في هذا الصدد. الموضوع الأوّل هو أن «الضغوط القصوى» الأمريكية قد أخفقت. خطّط الأحمق السابق11 ونفّذ سياسة «الضغوط القصوى» لوضع إيران في موقف الضعف ثم إجبارها بسبب الضعف على المجيء إلى طاولة المفاوضات، فيفرض ما يريد من مطالبه المُتغطرسة كلها على إيران الضعيفة! كان هذا هدفه. حسناً هو ولّى ورحل بتلك الطريقة الفاضحة!12 رحيله لم يكن سهلاً؛ كان فضيحة. لقد فضح نفسه وأيضاً بلاده صارت مفضوحة، فضح أمريكا. وبحمد الله، الجمهورية الإسلامية تقف بقوة واقتدار، وبالعزة الإلهية، هذا البلد وهذا الشعب عزيزان. لذلك، يجب أن يعلموا أن الضغوط القصوى قد أخفقت حتى الآن، وبعد ذلك، إذا أرادت هذه الإدارة الأمريكية الجديدة أن تواصل حملة «الضغوط القصوى»، ستخفق كذلك، وهؤلاء أيضاً سيولّون ويرحلون، وستبقى إيران الإسلامية بمزيد من القوّة والعزّة. هذه التوصيات التي قدّمناها ستجعل إيران أقوى يوماً بعد يوم، بإذن الله.

ممنوعٌ مخالفة السّياسة الحازمة للجمهوريّة الإسلاميّة تجاه الاتّفاق النّوويّ

النقطة الثانية هي أن سياسة البلاد في ما يتعلق بالتعاطي مع أطراف الاتفاق النووي، والاتفاق نفسه، قد أُعلنت صراحة ولا ينبغي تخطّيها. هذه السياسة التي أُعلنت قد تم التوافق عليها أيضاً. أي ليست سياسة استثنائية بين السياسات [الأخرى]. لا! هذه سياسة اتفق عليها الجميع. وهي أن يرفع الأمريكيون الحظر كلّه، وبعد ذلك سنتحقق من المصداقية: إذا تم إلغاؤه بالمعنى الحقيقي للكلمة، سنعود إلى التزاماتنا في الاتفاق النووي، أي سنعود إلى الالتزامات دون مشكلة. هذه السياسة حازمة. الوعد الأمريكي ليس معتبراً لدينا. لا جدوى من قولهم إننا سنرفعها ويرفعونها على الورق. الفعل هو المطلوب. عليهم رفع العقوبات عملياً، وعلينا التحقق والتأكد من رفعها، وحينئذ سنفي بالتزاماتنا.

تغيّر الظّروف لمصلحة إيران وتعزيز قدراتها وليس أمريكا

هناك بعض الأمريكيين لديهم نقاش حول الاتفاق النووي نفسه. سمعت بعضهم يقولون إن الظروف اليوم مختلفة عن 2015 و2016 عندما تم توقيع الاتفاق، ولذلك يجب أن يتغير الاتفاق. أنا أيضاً أوافق، نعم، الظروف اليوم قد اختلفت مقارنة مع 2015 و2016 لكنها لم تتغير لمصلحة أمريكا بل لمصلحتنا. الظروف تغيّرت لمصلحة إيران وليس لمصلحتكم.

إيران صارت أقوى بكثير منذ 2015 حتى اليوم، واستطاعت الاعتماد على نفسها واكتسبت الثقة بالنفس. أنتم الذين فقدتم ماء الوجه منذ 2015، فقد وصلت حكومة إلى سدّة الحكم فضحت بلدكم بخطابها وأفعالها وتصرّفاتها ثم برحيلها، وانتشرت المشكلات الاقتصادية في بلدكم بالكامل! أي [الأمر] ليس كذلك [حتى يكون في مصلحتكم]. نعم، لقد تغيّرت الظروف [لكن] ضدّكم، وإن كان هناك تغيير في الاتفاق، يجب أن يكون لمصلحة إيران... وليس هم. نحن، بحمد الله، رفعنا أثر العقوبات بعدد من الشركات المعرفية، وحركة الشباب العظيمة، ومبادرات مختلفة في هذا المجال. إن شاء الله، سوف نكمل هذا الطريق أيضاً، لكنكم عانيتم من المشكلات أكثر يوماً بعد يوم، ولا تزالون تعانون حتى يومنا، وليس من الواضح كيف سيكون مصير هذا الرئيس.

تجنّب التّسرّع في سياسة إيران تجاه الاتّفاق النّوويّ

حسناً، لنقل هذا أيضاً. لسنا في عجلة من أمرنا إطلاقاً في ما اقترحناه كحلّ. الآن يقول بعض الناس: «سيدي، هناك فرصة، لا ينبغي أن نفوّتها». نعم، نحن نعتقد أيضاً أنه يجب استغلال الفرص في الوقت المناسب وألا نضيّع الفرص، ولكن لا ينبغي التسرع. في بعض الحالات، تكون العجلة أكثر خطورة وضرراً من تفويت الفرصة، كما قد تسرّعنا في مسألة الاتفاق النووي. ما كان ينبغي أن نكون في عجلة من أمرنا. كان عملهم كله على الورق، وعملنا كله على الأرض. سارعنا، وأنجزنا عملنا، وهم لم يؤدوا عملهم، ولم يفوا بالتزاماتهم. بالطبع هذه القضيّة مهمّة جداً: أن نلتفت إلى أننا نمتلك كثيراً من الصبر، وأننا نؤدي عملنا. إن وافقوا ونفّذوا السياسة نفسها التي قُلناها، فسيكون كل شيء على ما يرام. [إذا] لم يفعلوا، سيبقى الوضع كما هو اليوم، ولا مشكلة في ذلك.

رفض الثّقة بأمريكا وفقدان الاعتبار لوعودها

[بشأن] ما نقوله، مثلاً لنفترض أنهم أول من رفع الحظر. سمعتُ بعض هؤلاء السياسيين في العالم وأمثالهم يقولون: «ما الفرق في أنا الأول أو أنت الأول؟ تقولون أمريكا أولاً، وأمريكا تقول أنتم أولاً» ليس النقاش أنا أوّلاً وأنت أوّلاً؛ النقاش هو أننا وثقنا بالأمريكيين، وفي عهد [باراك] أوباما، فعلنا ما يجب فعله وفق الاتفاق النووي، [لكن] لم يفوا بالتزاماتهم. أي قالوا على الورق إن الحظر رُفع لكن عناصرهم قالوا لكل شركة كانت تريد الاستثمار هنا: «هذه مُخاطرة، هذه مُغامرة، وليس من الواضح ما الذي سيحدث». لقد أرهبوا المُستثمر. هذه هي الطريقة التي تصرّفوا بها. نحن لا نثق بعملهم، ولا قيمة لوعودهم عندنا.

السّياسات غير الصّحيحة للحكومة الأمريكيّة في المنطقة ونسبتها إلينا

طبعاً لقد أخطأ الأمريكيون في التعامل معنا. وللأسف، هم يخطئون في قضايا المنطقة كلّها أيضاً. لا يزالون مخطئين. هذا الدعم الظالم للكيان الصهيوني خطأ، ووجودهم المغتصب في سوريا وشرق الفرات، حيث صار لديهم وجود كبير، خطأ بالتأكيد، ومجاراة الحكومة السعودية في ضرب الشعب اليمني، الشعب اليمني المظلوم، خطأ بالتأكيد.

بقاء قضيّة فلسطين رغم علاقات بعض الحكومات غير ذات القيمة مع الكيان الصّهيونيّ

سياساتهم تجاه فلسطين سياسات غير صحيحة. إن قضية فلسطين لن تُنسى في العالم الإسلامي أبداً. إنهم مسرورون لأنّ  بضع حكومات تافهة تُقيم علاقات مع الكيان الصهيوني وتطبّع العلاقات. هاتان الحكومتان، الثلاث، على هذه الشاكلة، ليس لها تأثير. لن تنسى الأمة الإسلامية قضية فلسطين، ولن تتخلى عن قضية فلسطين. فليعلم الأمريكيون هذا.

إخفاق السّعوديّين في دفع الشّعب اليمنيّ إلى الاستسلام

في القضيّة اليمنيّة الوضع كذلك أيضاً. بدأ العدوان على اليمن إبّان الحكومة الديمقراطية قبل [دونالد] ترامب. أي، ليس ترامب من بدأ الحرب على اليمن. السعوديين بدؤوا الحرب عليه إبّان الحكومة الديمقراطية لأوباما، وبضوء أخضر من أمريكا. أمريكا سمحت لهم بذلك وساعدتهم، وزوّدتهم بالإمكانات العسكرية. من أجل ماذا؟ من أجل أن يلقوا ما يكفي من القنابل على الشعب اليمني الأعزل حتى يستسلم في غضون 15 يوماً أو شهر واحد مثلاً. لقد أخطؤوا، والآن مرّت ستّ سنوات ولم يتمكنوا من ذلك. في مثل هذه الأيام13، بدأ الهجوم على اليمن، ومرّت ستّ سنوات ولم يتمكن هؤلاء من إخضاع الشعب اليمني. أسأل الأمريكيين: في اليوم الذي أعطيتم فيه الضوء الأخضر للسعوديين لدخول حرب اليمن، هل كنتم تعلمون ما عاقبة ورطتهم؟ هل كنتم تعلمون ما المستنقع الذي تورّطون السعودية فيه؟ إذ لا يمكنها الآن البقاء فيه أو العودة عنه. المشكلة الآن لدى السعودية ذات حدّين: لا يمكنها أن توقف الحرب ولا أن تستمر فيها، وكلا الجانبين يضرّ بها. أنتم، الأمريكيين، هل كنتم تعلمون البلاء الذي أدخلتم السعودية فيه؟ إذا كنتم تعلمون ومع ذلك فعلتم، فويلٌ لحلفائكم على تصرّفكم معهم بهذه الطريقة! وإذا لم تكونوا تعلمون، فويلٌ لحلفائكم الذين يثقون بكم وينفذون ويصممون خططهم بموافقتكم [مع أنكم] لستم على دراية بأوضاع المنطقة. لذلك، اعلموا أنكم لا تعرفون هذه المنطقة ولا الشعوب، وأنكم تخطئون.

أتمنى أن يهدي الله – تعالى - كل الضّالين في العالم عن ضلالهم، وأن يرجعهم عن أخطائهم. ونسأل الله – تعالى - أن يزيد من عزّة الشعب الإيراني وقدرته يوماً بعد يوم، ويمكّنهم أكثر من مرافق الحياة ويمنّ عليهم بالسعادة والفرح، وأن يحسّن أوضاعهم الماديّة والمعنويّة، وأن يرضى القلب المقدّس لوليّ العصر (عج) عن الشعب الإيراني، إن شاء الله، ويشمل دعاءه حال جميع الناس، وحال هذا العبد الفقير، وأن ترضى عنّا الرّوح الطّاهرة للإمام [الخميني] العظيم (قده) والأرواح الطيبة للشهداء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الهوامش

1-  يبدأ في 21 مارس/آذار 2021 وينتهي في 20 مارس/آذار 2022.

2-  الانقلاب العسكري سنة 1921.

3- «الإنتاج، الدعم، إزالة الموانع»، نداؤه بمناسبة بدء 1400 الهجري الشمسي.

4- «الطفرة في الإنتاج»، خطاب سماحته بمناسبة بدء 1399 الهجري الشمسي.

5- مثل إيراني ويعني القدرة على حلّ الإنسان المشكلات بنفسه.

6- في إشارة إلى إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان على يد أمريكا سنة 1945.

7- نهج البلاغة، الرسالة 53.

8- من ضمنها خطاب سماحته لأهالي أذربيجان الشرقيّة.

9- 18 يونيو/حزيران 2021، موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران.

10- من ضمنها لقاء سماحته مع أساتذة الجامعات في 02/07/2014.

11- الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

12- أدّى رفض ترامب لنتائج الانتخابات الرئاسية وتصريحاته إلى مهاجمة مؤيديه مبنى الكونغرس ووقوع اشتباكات بينهم وبين الشرطة، ما تسبب في إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية في مختلف الولايات الأمريكية لأيام.

13- في 25/03/2015

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha